مهرجان مواطني المتوسط، كاتانيا ٢٠٢٢: مزيج متزن من الاجتماعات، المواجهات والانتشاء عالية الجودة16.06.2022

شهد الحدث الكبير لمهرجان مواطني المتوسط الذي جرى على مدار ٥ أيام من العمل الكثيف ٧٠ فعالية واستضاف ٢٠٠ ضيف من أكثر من ٣٠ بلدا. وقد حظي المهرجان بتقدير واسع على المستويين المحلي والدولي مما يرجى معه أن يترك المهرجان علامة سواء في مدينة كاتانيا الحيوية التي تقع في قلب البحر المتوسط جغرافيا وثقافيا أو في التجمعات النشطة للمجتمع المدني في منطقة المتوسط.

بينما توجه مأساة الحرب نظرنا نحو شرق أوروبا، لفت مهرجان مواطني المتوسط إلى الانتباه العام إلى أهمية المتوسط. لم يسلط الحدث الضوء على مركزية المتوسط كمنطقة جغرافية فحسب، وإنما استعرض أيضا المجتمعات المتنوعة والمتعددة التي يمثل المتوسط بالنسبة لها مشتركا صلبا وفضاء تتشارك فيه التطلعات والنضال نفسه من أجل نفس الحقوق. وكما أوضح عديد الضيوف قبل أن يتلخص في النقاش الختامي لإيماكولتا دالوليو وليلى كيكي:

“لو أننا لم ندع الحرب في سوريا تأخذ ذاك المنحى المرعب، ربما لم تكن الأمور لتتخذ ذاك المسار الذي اتخذته في أوكرانيا. لقد تركنا الديكتاتوريات على الشاطئ الجنوبي من المتوسط لتفلت من العقاب، وقد مهد ذلك الطريق نحو التطورات المأساوية الأخيرة. إننا جميعا مرتبطون بشكل ما.”

في السباق نفسه، أشار كل من ديفيد أبو عافية وإسراء عبد الفتاح في النقاش المفتوح الذي جرى حول المتوسط كفضاء مشترك، كيف أن ظواهر واسعة الانتشار كالعنصرية والقومية المتطرفة والسلطوية وكذلك سياسات الهوية الواحدة هي ظواهر إقصائية وخطيرة وشديدة التهديد للاستقرار والتعايش السلمي. فمن ناحيته، شرح المؤرخ ديفيد أبو العافية كيف أدت التجارة في البحر المتوسط الذي أسماه الرومان ماري نوسترم (بحرنا) إلى التلاقح المتبادل الذي قرب ضفتي المتوسط من بعضهما أكثر مما فعلت الطرق البرية، ولذلك “فإن المتوسط هو مبني بالأساس ليجمع لا ليفرق“. من الناحية الأخرى، أكد الممثل والكاتب المسرحي الإيطالي موني عوفاديا بقوة أن “القومية المتطرفة هي الوباء الأكثر فتكا في التاريخ البشري وأن التصرف بمنطق الحدود المرسومة اعتباطيا كأنها مرسومة بسيجار هو جريمة، وأن الكائنات البشرية تنتمي إلى نوع واحد ووحيد”.

وقالت المديرة الفنية للمهرجان كاثرين كورنيت إنه “خلال تلك الأيام الكثيفة من النقاشات وورش العمل والحفلات، تعرضنا للكثير من الموضوعات الخطيرة والمؤلمة جدا، كمسألة سياسات الاتحاد الأوروبي في مسألة الهجرة التي ما زالت تؤدي إلى التمميز والعمل اللاقانوني وخسارة كثير جدا من الأرواح في المتوسط”. وأضافت: “لقد تناولنا أيضا اللامساواة الاجتماعية المتنامية والضعف المتزايد للنموذج الديمقراطي، والهجمات العنيفة المتزايدة على حرية التعبير والنشر والاعتقاد“.

وتتلخص الموضوعات العامة التي نوقشت في المهرجان في التالي: المواطنة، الضيافة، الديمقراطية، المساواة الجندرية، العدالة الاجتماعية، الصلابة، البيئة والتنوع الحيوي، حرية التعبير، وحراسة حقوق الإنسان.

لقد انصهرت كافة تلك المفاهيم في الضجيج الصخاب لهذا الحدث المركب عبر ٧٠ فعالية تضمنت ٤٠ نقاشا مكثفا و٥ جولات استرشادية افتتحت كل يوم من أيام المهرجان، و٨ أنشطة للأطفال، و٤ ورش عمل تشاركية وذاتية الإدارة، و٣ معارض للصور والخرائط والرسوم الكرتونية التي تتناول التضاريس والتاريخ البشري، وأخيرا البرنامج الوثائقي الذي استضافته مدينة العلم التابعة لجامعة كاتانيا، وعرض أفلاما عالية الجودة مما يندر عرضه في السينمات كعمل مايكل أنجلو سيفرجنيني المؤرق “لورلو” وعمل كيم لونجينوتو “التصويب على المافيا” وهو تقدير حقيقي للمصورة الصقليانية العظيمة ليتزيا باتاليا.

جرت الفعاليات في مواقع مختلفة من المدينة لتسهيل مشاركة المجتمع المدني والمؤسسات في كاتانيا. وتفاعل الضيوف المتحاورون، المحليون والدوليون، سواء على المنصة أو في الأوقات غير الرسمية مما يفترض أن يسهم في تشكل شبكات تحت الإعداد يفترض أن تكون مدهشة وغير تقليدية. وقد التقطت كثير من الضيوف ريشة رسام الكاريكاتير اليوناني يورجوس كونستانتينو الذي صنع ملخصات بصرية بالغة البيان.

لقد سمح لنا المهرجان بإعادة اكتشاف القيم المتوسطية التي تشاركناها بكثافة كالتفاعل الاجتماعي عبر الموسيقى والرقص… حضر الأمسية الباهرة في ميدان دانتي مع شركة زابالا دانزا الكاتانية أكثر من ٦٠٠ شخص، بينما جذب حفل مريم صالح وزيد حمدان الموسيقي أكثر من ٤٠٠ شخص رقصوا في ساحة قصر الثقافة.

أخيرا، كانت أيقونة الحدث، خريطة المتوسط التي أعدها الفنان ورسم الخرائط الفرنسي سابين ريتوري، المعروضة في وسط ساحة قصر الثقافة ممشى وموضوعا للدراسة بالنسبة للأطفال والفنانين والصحفيين والنشطاء الذين تبنوا تلك الخريطة. لم تظهر الخريطة الحدود وإنما أبرزت كيف أن شواطئ المتوسط أقرب كثيرا مما يبدو لنا. إنها واقعيا على ملقى حجر منا.

“لتكن تلك بداية لمبادرة من المواطنين من أجل تأسيس متوسط حر ومتحد. لنعتنق الطرح الذي يسعى إلى عملية دستورية تطوعية من المواطنين والمجتمعات المدنية من الضفتين تهدف إلى بناء بيت مشترك“، هكذا اختتم جيانلوكا سوليرا، منسق حوار المتوسط الذي رعى المهرجان، الحدث بإشارة إلى الأطروحات التي خرجت خلال الأيام الفائتة.

“إن المواطنة المتوسطية هي أولا، وقبل كل شيء، أفق يتشكل عبر ممارسات قيد التنفيذ. وكما بسط عديد المتحدثين، ينبغي علينا أن نصنع مناطق مواطنة حرة ومفتوحة وتعددية واحتوائية، مدن حرة حقيقية (تماما كما أن هناك مناطق حرة للتجارة والصناعة)، حيث يمكننا أن نصلح الصدوع بين شعوب المتوسط ونخبر معا ما ينبغي أن يكون البيت المشترك القادم.”

من أجل مزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال:

Festival.MedCitizens@particip.com

Fatma Ladgham +216 98 139 745  fatma.ladgham@particip.com

or the Italian press office :

Domenico Simone +39 346 414 0204 domsimone@icloud.com

Anita Magno +39 329 81 64 320 magnoanita@gmail.com

تابعونا على صفحات المهرجان الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي:

Facebook @FestivalMedCitizens

Instagram @festcittadinimediterraneo

Med Dialogue website  

SHARE
PRINT

Related Articles